آخر الأخبار

الطقس في المغرب

الطقس في المغرب
الطقس في المغرب

المتابعون

معرض في باريس يحاول إعادة رسم تاريخ يهود الجزائر

Posted by Mohamed Alami ~ 4.10.12

معرض في باريس يحاول إعادة رسم تاريخ يهود الجزائر

افتتح اليوم الجمعة بمتحف الفن والتاريخ اليهودي بباريس معرض خاص حول يهود الجزائر، يحاول أن يعيد رسم تاريخ هذه الطائفة من خلال تحف مستعارة وقطع تاريخية.

 
 تدافع الحاضرون لدخول صالة العرض بمتحف الفن والتاريخ اليهودي بباريس، حيث يقام معرض خاص بيهود الجزائر في الفترة ما بين 28 سبتمبر/أيلول إلى 27 من يناير/كانون الثاني 2013.
 قطيعة في الذاكرة
تعود فكرة إقامة معرض خاص بيهود الجزائر إلى سنة 2005، حين كان الباحث الفرنسي في مجال التاريخ "بنيامين ستورا" والمستشار العلمي للمعرض، يعمل على كتابه "يهود الجزائر..الهجرات الثلاث".
تقول "ماري هيلين هوغ" مسؤولة المعرض "لقد بات من الواضح أن مسألة يهود الجزائر تواجه ذاكرة متلاشية ومنفلتة"، مشيرة إلى الصعوبات التي تعترض الباحثين لجمع المعطيات حول تاريخ هذه المجموعة.
لقد ظل اليهود الذين عاشوا في الجزائر منذ قرون، يعتبرون من مواطني الدرجة الثانية، أو من المحميين أو "الذميين"، على الأقل منذ الفتوحات العربية والعثمانية، قبل أن تمنحهم فرنسا الجنسية الفرنسية سنة 1870 بمقتضى "قرار كريميو". غير أن "حكومة فيشي" أعادت النظر في القرار سنة 1940 واستبدلته بإنشاء وضع خاص لليهود استمر العمل به حتى سنة 1943.
وبعد الحرب العالمية الثانية وإقامة دولة إسرائيل، وبعد ذلك اندلاع حرب الجزائر تدهورت وضعية يهود الجزائر، حيث أنه بمقتضى اتفاقيات "إيفيان" التي تم إبرامها سنة 1962 غادر نحو 900 ألف فرنسي الجزائر، فيهم بما بين 100 ألف و 160 ألف يهودي.
الهدف من وراء تنظيم معرض ليهود الجزائر، تضيف "ماري هيلين هوغ" هو نقل تاريخ يهود الجزائر إلى الأجيال المقبلة، "بعيدا عن أية أيديولوجية"، ذلك أنه من خاصيات يهود الجزائر أنهم فئة انتزعت من جذورها ولم يعودوا إلى ما يعتبرونه موطنهم الأصلي". تقول "هيلين": "يوجد ما يشبه القطيعة في الذاكرة لدى هؤلاء، والعودة إلى بلدهم صعبة عليهم، وهم ظلوا يحتفظون بحب كبير للجزائر".

صور من المعرض
صورة إيلي بن سيمون وعائلته – قسنطينة - 1881
الأرشيف العائلي – الصورة لكريستوف فوان-ماج

أشياء وذكريات شخصية
يعتبر معرض يهود الجزائر بباريس ثمرة عمل طويل للبحث والتجميع، للتوفيق بين المعطيات التاريخية والذكريات العائلية. وقد أطلق المعرض منذ 2011 نداء للتبرع سرعان ما استجابت له حوالي 100 عائلة وضعت ذكرياتها وقطعا تاريخية ظلت تتوارثها جيلا بعد جيل رهن إشارة المعرض.
تقول "ماري هيلين هوغ" التي عملت على فكرة المعرض منذ 2005 "إنها المرة الأولى التي يتم فيها توجيه دعوة لفتح أرشيف العائلات، والمفاجأة الرائعة هي أن العائلات أظهرت كرما فائقا، حيث قدمت ما تحتفظ به من قطع تاريخية، من صور وأفلام وأشياء أخرى تدخل في التاريخ الخاص لهذه العائلة أو تلك".
لقد اكتشف زوار المعرض، من مؤرخين وأعضاء من الطائفة اليهودية بالجزائر، تاريخ هذه الطائفة منذ التاريخ القديم. وتوضح "هيلين" أن فترة التاريخ القديم تعتبر الفترة الأصعب، حيث أنه، ونظرا لأسباب نجهلها، لا توجد في شمال أفريقيا الكثير من الأعمال والدراسات التاريخية حول الأقليات اليهودية والمسيحية والبربرية التي عاشت في المنطقة، في المقابل اهتم المؤرخون أكثر بالفينيقيين وبقرطاج والرومان.
في صالات العرض بدا الزوار أكثر حرصا على اكتشاف تاريخ الفترة ما قبل القرن الثامن عشر، من خلال أشياء العائلات وذكرياتها، في ملابسها وصورها وأدوات المطبخ ولوازم العبادة..
حين اطلاعنا على إحدى الفساتين المطرزة الخاصة بالسهرات، خاطبنا شيخ كبير السن وقد اختلطت على محياه مشاعر الفخر والتأثر قائلا: "إنها لوازم عروس، حيث كانت الفتيات الصغيرات ينقلن معهم ملابسهن وحتى ملابس الأطفال استعدادا لاستقبال أطفالهن"، ويشير إلى بعض القطع المعروضة مؤكدا: "هذه لجدتي.. مثل هذه الأشياء كانت تستعملها العرائس للحمام، لقد استعملتها جدتي في زواجها في سنة 1905، سوف أسلمها فيما بعد إلى حفيدي ليحتفظ بها".
 معرض لتكريم ثقافة يهود الجزائر
كان الحاضرون لمعرض يهود الجزائر فرحين وهم يرون أشياء لهم احتفظوا بها وقد باتت ذات قيمة بعد أن عادت إليها الحياة. يتعلق الأمر بتكريم لهذه الفئة التي تعيش بود في فرنسا. تقول "هيلين" يهود الجزائر كان لهم إشعاع ثقافي هام جدا، ويعرفون كيف يزاوجون بين التقاليد واحترام العلمانية".
بعد هذا المعرض يعمل متحف الثقافة والتاريخ اليهودي على إنشاء أرشيف رقمي من صور وأشرطة وأفلام قدمها الخاصة لدعم المعرض، الأرشيف سرعان ما أصبح هو كذلك جزءا من المعرض يمكن الاطلاع عليه.

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

بسم الله الرحمن الرحيم .. قال تعالى : (( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) صدق الله العظيم