بناء ملعب و توفير دعم مالي قار للفريق عاملان أساسيان لاستمرار التألق
حقق رجاء بني ملال لكرة القدم، حلم جماهيره بالصعود إلى القسم الأول بعد
تعادله بصفر لمثله أمام اتحاد المحمدية، لحساب الدورة ما قبل الأخيرة من
بطولة القسم الثاني، بعد أن قضى 12 سنة غائبا عن الساحة الرياضية الوطنية.
وانتشى
جمهور الفريق، بفرحة الصعود، التي عبر عنها من خلال خروجه إلى شوارع بني
ملال بعد العودة من مدينة تمارة، بعد مباراة الدورة الأخيرة، ليسدل الستار
عن مرحلة عنوانها الألم والمعاناة التي يتمنى مناصرو الفريق أن تدفن مع
الماضي ليعود إلى المدينة تألقها الرياضي
.
الكرة الملالية والتاريخ المجيد
لا يجادل
أحد في امتلاك فريق رجاء بني ملال تاريخا عريقا بعد أن تأسس سنة 1956،
عقب اندماج فريقي الاتحاد الملالي والمولودية الملالية بفضل مجهودات مؤسس
الفريق عبد اللطيف المسفيوي، الذي كان أول من ترأس الفريق.
وتمكن رجاء
بني ملال من الفوز ببطولة واحدة سنة 1974 ووصل 3 مرات إلى المربع الذهبي
لكأس العرش سنوات 1965 و1971 و 1995. كما شارك في دوري كأس محمد الخامس
ودوري المغرب العربي.
أنجب فريق رجاء بني ملال لاعبين كبارا تركوا
بصمتهم في سجل الكرة الوطنية كأحمد نجاح ومحمد الولد وعليبو والمرحوم
الحبيب ومازي وهداف البطولة عبد الكريم اعشيبات.
حصيلة إيجابية
لم
يكن يعتقد متتبعو مسيرة الفريق أن تغيير المدرب عبد الحفيظ ارجيلة،
وتعويضه بالإطار الشاب يوسف فرتوت سيحقق الصعود، خصوصا أن هذا الحلم كان
يحسبه المحبون بعيد المنال بسبب المشاكل الكثيرة التي عاناها الفريق سواء
بالسقم الثاني أو بقسم الهواة.
الفريق الملالي عانى الأمرين قبل التعاقد مع فرتوت، إذ كان مهددا بالهبوط إلى قسم الهواة.
وفي
هذا الصدد يقول حسب عرباوي، رئيس الفريق، «انتقلت إلى مدينة البيضاء رفقة
نائبي عبد الكريم جويطي، لتدبر شأن التعاقد مع يوسف فرتوت الذي عاين مباراة
رجاء بني ملال والرشاد البرنوصي برسم الدورة السابعة، وكان الفريق الملالي
يقبع في أسفل الترتيب، واتفقنا معه على مبدأ أساسي يتمثل في بقاء الفريق
في القسم الثاني فقط، بل لم نكن نتوقع أن تتحقق المفاجأة التي تبدت ملامحها
بعد التحاق فرتوت بالفريق الذي لم يخسر إلا مباراة وحيدة ضد الاتحاد
البيضاوي، ولم تدخل شباكه أي أهداف داخل الميدان ما يؤكد أن الفريق استعاد
توازنه وطرد النحس الذي كان يلازمه قبل تعاقده مع المدرب الجديد».
وعزا،
رئيس الفريق، تحسن نتائج للحفاظ على ترسانة اللاعبين الذين حققوا الصعود
إلى القسم الوطني الثاني لكن بتغيير في فترة الانتقالات الشتوية، من خلال
التعاقد مع عدد من اللاعبين سواء بشكل نهائي أو بنظام الإعارة، ما تؤكده
الحصيلة الإيجابية متمثلة في 12 فوزا و 12 تعادلا و 7 هزائم فقط.
ولم
يخف مصدر آخر قلقه من بعض الانتدابات التي اعتمدها فرتوت ولم تضف إلى
الفريق شيئا جديدا، بل كانت عبئا ثقيلا على ميزانية المنهكة أصلا، رغم أن
المدرب تشبث بها واعتبر نفسه خارج الفريق في حالة عدم اعتمادها.
التعاقد مع فرتوت يقسم الفريق
ووجه
يوسف فرتوت أول الأمر برفض قاطع لشريحة كبيرة من جمهور الفريق الذي اعتبر
التعاقد معه خطأ كبيرا، سيما أن سجله الرياضي يخلو من إنجازات تسمح له
بتدريب فريق عريق يعيش مشاكل كبيرة، ناصحين المسؤولين بالاستعانة بمدرب كفؤ
قادر على تحقيق حلم الصعود، لكن إصرار بعض أعضاء المكتب على التمسك
بربانها الجديد قطع الطريق على مجموعة من الرافضين الذين اتهموا أعضاء
المكتب المسير بفشلهم في التدبير ودقهم آخر مسمار في نعش الفريق.
الموارد المالية...المشكل الكبير
لم
يكن المكتب المسير يملك السيولة الكافية لتدبر شؤون الفريق وتلبية مطالب
اللاعبين المتزايدة، وكذا رغبات المدرب الذي انضم إلى صفوف اللاعبين بعد أن
عجز الأعضاء عن توفير خمس منح تراكمت بفعل الخصاص المادي ورفض الداعمين
منحه سلفات. ورغم العوائق المالية وغياب دعم قار، كان المكتب المسير يبذل
قصارى جهده لتلبية مطالب اللاعبين، إلا أن مباراة اتحاد المحمدية كادت تعصف
بآمال الجماهير الملالية، وكذا مجهودات سنة قضاها مسيرو الفريق في دق
أبواب الجهات الداعمة لتوفير متطلبات اللاعبين الذي امتنعوا عن إجراء حصة
تدريبية حاسمة لولا أن قدم رئيس الفريق التزاما مكتوبا أكد فيه أن الفريق
يدين للاعبين بكذا مبلغ مالي. ورغم توصل كل اللاعبين بالالتزامات استمر
اللاعبون في إثارة المشاكل مع المكتب المسير ما أثار غضب الرئيس الذي وجد
نفسه أمام جهات لا تتفهم مشاكل الفريق، رغم التضحيات التي قدمها المكتب
المسير، إذ نقل على وجه السرعة إلى مصحة لتلقي العلاج بسبب المشاكل
المتزايدة التي عاقت مسيرة الفريق.
ودرءا لمزيد من الزيف الذي عاشه
الفريق خلال الفترات الأخيرة ، عقدت جلسة صلح بين المدرب فرتوت وبعض أعضاء
المكتب المسير الذين غلبوا مصلحة الفريق على الدخول في مشاكل لا تزيد
الأوضاع إلا تأزما.
وتشير مصادر من المكتب المسير للفريق أن الحصيلة
المالية لموسم الصعود فاقت مبلغ 550 مليون سنتيم تم التوصل بها من جهات
داعمة (المجلس البلدي ومجلس الجهة والمجلس الإقليمي) إذ لا توجد بذمة
الفريق ديون آخرى تعيق المكتب المسير المقبل ما يؤكد حكامة وحنكة المسيرين
الحاليين، وما يثلج قلوب متتبعي الفريق أن الوالي الجديد للمدينة قدم وعودا
بمساعدة للفريق ليحافظ على مكانته في قسم الصفوة.
الجمهور...نقطة الضوء
يمثل
جمهور رجاء بني ملال دعامة حقيقية للفريق، بتسجيله حضورا قويا خلال
الدورات الأخيرة بعد أن استعاد رجاء بني ملال عافيته، وحقق الانتصارات
تباعا بمساندة جماهيره الغفيرة التي تجاوزت أحيانا 9000 متفرج ما لم تسجله
مدرجات ملاعب رياضية أخرى في مجموعة النخبة التي تبارت فيها فرق تحتل رتبا
متقدمة في سلم الترتيب أمام مدرجات شبه خالية بل إن أخرى لم يتجاوز عدد
حضور مبارياتها 300 متفرج.
وفي هذا السياق، قال عبد العزيز حتيم، رئيس
جمعية الأصدقاء أن جمهور رجاء بني ملال ذواق وباحث عن المتعة وعن كرة
القدم النزيهة، معتبرا إياه الدعامة الأساسية للفريق إذ كان يسانده في
السراء والضراء.
وأشار إلى أن بداية رجاء بني ملال في بطولة القسم
الوطني الثاني كانت متعثرة، لكن لم تبخل جمعيته بالتشجيع على الفريق
والتنقل خارج الميدان لتقديم الدعم للاعبين أينما حلوا وارتحلوا.
ويتكامل
عملية جمعية الأصدقاء التي توزع أعضاؤها في كل أنحاء المدرجات مع جمعية «
إلترا بويز»، إذ يقول أحد المنتسبين للفصيل الإلترا، الذي يقدم لوحات فنية
في كل المباريات التي يجريها الفريق على أرضية المركب الرياضي ببني ملال ما
يخلق الحماس في نفوس الجماهير، «الجمهور كان نقطة مضيئة خلال هذه السنة
وتمكن بفضل حضوره من تحقيق الحلم الكبير الذي طالما راود جميع سكان
المدينة، وكل ما نتمناه الآن هو المحافظة على مكانة رجاء بني ملال ضمن
الكبار في البطولة الوطنية».
التاريخ يعيد نفسه
الحلم
الذي عاشته جماهير الفريق خلال الموسم الرياضي المنتهي، عاشه الفريق خلال
موسمي 2001 /2002 و2002/2003، لكن النهاية لم تكن وفق ما تمناه الجمع، إذ
في الموسم نفسه عاد الفريق إلى القسم الثاني، وهو الشيء الذي يجعل
المسؤولية كبيرة على أعضاء المكتب المسير للحفاظ على هذا المكتسب، من خلال
توفير موارد مالية قارة والبحث عن رئيس جديد للفريق يكون في مستوى تطلعات
الجمهور الملالي وإصلاح أرضية الملعب.
سعيد فالق (بني ملال)






رجاء بني ملال بقسم النخبة... حلم تحقق wi
ردحذف